أصدمت بغريب مارا بجواري
فقلت:" أعذرني لو سمحت"
فقال لي:" أعذرني أنت أيضا، لم أنتبه لك"
كنت و الغريب مهذبين جدا
و أفترقنا قائلين وداعا
لكن في المنزل، شيء مختلف قد قيل
كيف نعامل أحبائنا صغارا و كبارا
في وقت أخر في نفس اليوم، بينما أطبخ وجبة المساء
وقف إبني بجواري هادئا
و عندما أستدرت، كدت أن أطرحه
و قلت مقطبة"أفسح الطريق"
فأبتعد حزينا
لم ألاحظ كم تحدثت بقسوة
و بينما كنت مستلقية في الفراش مستيقظة
جاءني هاتف هادئ خافت يقول لي:
"أثناء التعامل مع الغريب تستخدمي مجاملة معتادة
لكن مع الأطفال الذين تحبينهم كأنك تشتمين
اذهبي و أنظري إلى أرضية المطبخ
ستجدين بعض الزهور بجانب الباب
هذه الزهور هي التي أحضرها لك
قطفها بنفسه زهري، أصفر، أزرق
وقف بهدوء حتى لا يفسد المفاجأة
لم تري أبدا الدموع التي ملئت عينيه الصغيرتين"
في تلك اللحظة شعرت أني حقيرة جدا
و بدأت
في التساقط
ذهبت بهدوء و جثوت بجوار سريره
قلت:"أستيقظ أيها الصغير أستيقظ"
"هل هذه الأزهار التي قطفت من أجلي؟"
ابتسم:" وجدتها خارجا بقرب الشجرة
فقطفتها لأنها جميلة مثلك
أعرف أنك ستحبينها خاصة الزرقاء".
فقلت:" بني، أنا آسفة للطريقة التي تصرفت بها اليوم.
ما كان علي أن أصرخ عليك بتلك الطريقة"
قال:" أماه لا بأس . أنا أحبك على كل حال".
قلت:" بني، أنا أحبك أيضا
و أحب الأزهار خاصة الزرقاء".