قصة يرويها شاهد عيان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنا في فترة من الزمن نعمل قريب من أحد الخطوط البرية

والتي تكثر فيها مرور الشاحنات والناقلات النفطية

وكنا في أحد الليالي نتسامر و نتجاذب أطراف الحديث

فسألت أحدهم و كان أكبرنا خبرة في تلك المنطقة

ما هو أشد منظر رأيته على هذه الطريق

فإستند وقال :

في يوم من الأيام كنا ذاهبين إلى بيوتنا

و الفرحة تعلو جباهنا

و الأمل في سرعة الوصول يعدوا أمامنا

وفي لحظة معينة
.
.
.
تناقصة سرعة الباص و تباطئ حتى

توقف

فلما نظرنا أمامنا
..
..
دخانٌ أسود كثيف وعالي

لهب و نار مشتعلة

الشرطة أغلقت الطريق

و أحاطت المكان عربات الإطفاء

فكانت ردت الفعل أننا نزلنا من الباص

لا أدري فضول أم حب المساعده أم أخذ العبرة أم النخوة ..

ولكني نزلت و إذا بالحريق عبارة عن

ثلاثة ناقلات نفطية متراطمة و متصادمة ومشتعلة

وعلى مسافة قريبة من الحريق

رأيت رجلين جالسين يبكيان و يصرخان

فقمنا بحملهم بصعوبة ولم يضرهم الحادث شيئاً

ولكنهم شُهاد عيان.....

ماذا حدث لكم و كيف حصل الحادث و أين الثالث ..؟؟

قال أحدهم و العَبَرَة تحشرج في حلقه والدموع تنهمر من عيناه

كنا نسير معاً والطريق منزلقة و مبتلة

و كانت الشاحنات متقاربة

فأنحرفت الشاحنة الأولى و تدهورت

ولم يستطع السائق الثاني والثالث تدارك الموقف وسرعته

حتى تراطمت الشاحنات وتصادمت ..... ولم يكن هناك حريق بعد

فخرجت من شاحنتي وركضت على صديقي الثاني

فوجدته قادر على القيام

ثم ذهبنا سوياً إلى الثالث

فوجدناه وقد تراصّت مقدمة الشاحنه على إحدى قدميه

فحاولنا وبكل الطرق وشتى الوسائل أن نخرجه فما إستطعنا

والحل الوحيد هو قص مقدمة الشاحنة عنه

فصاح بهم المصاب و قد بدأت النار بالإشتعال بشاحنته
.
.
.
إقطعوا قدمي ...

فنظرنا إلى بعضنا والأمر شديد و رهيب

كيف نقطع قدمك ..؟!!

إطمئن سوف ننقذك

و عادت المحاولات لسحبه و إخراجه

و أنى لهم ذلك ... فالحديد شديد على الرجل

وتقترب النيران والرجل يصيح

إقطعوا قدمي ... يقولها بأعلى صوته

و إستمروا بالمحاولات حتى وصلت النار لقمرة القيادة

قال فقفزنا وركضنا و الدموع و صراخ صاحبنا يدوي بروؤسنا
.
.

إحترق صاحبنا وهو يقول ويصرخ

إقطعوا قدمييييييييييييييييييييييي

وبقينا على تلك الحال حتى ....

إنتهى ذلك الصوت ومات بل و أصبح رماد ............ إنتهت هنا الرواية